عالم الملائكة في الروحانيات
من هم الملائكة؟
هي مخلوقات خلقها الله عزوجل من نور، وخلق هذه المخلوقات لتكون عابدة له مسخرة لتنفيذ أوامره،
فهي لا تعصي الله أبدا، أما من ناحية الجنس، فهذه المخلوقات لا تصنف لا بذكورة ولا بأنوثة،
لذلك لا تتزاوج ولا تتناسل، يختلفون مع بني آدم في صفات كثيرة، منها أنهم لا يجوعون فيأكلون،
ولا يعطشون فيشربون، لا يتعبون ولا يملون فيرتاحون، أي أنهم ليس لديهم أي شهوة،
لذلك فإن هذه المخلوقات لا تقوم بأي شيء غير عبادة الله وتنفيذ أوامره، فهم ليس مكلفون كالبشر، بل هم مسخرون.
الصفات
المقصود بها كيف تبدو هذه الملائكة؟
صفاتهم وأخلاقهم وأشكالهم، لذا فإننا نقسم صفات الملائكة إلى قسمين:
- الهيئة الخُلُقية أو الصفات الخُلُقية
ويُقصد بها كيف تبدو صفات وأخلاق وطباع تلك الملائكة، هل هم هادئون،
هل هم حاد الطباع، هل هم طيبون، هل هم أشرار، ونحو ذلك،
في الواقع إن هناك صفات وأخلاق للملائكة ثبتت في الكتاب والسنة وهي:
- الطهارة، قال تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون} – سورة الواقعة : ٧٩
- الكرم والبر، قال تعالى: {بأيدي سفرة • كرام بررة} – سورة عبس : ١٥،١٦
- لا يحبون الأشياء الكريهة، لما رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم).
- الحياء، والدليل ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة).
-
الهيئة الشكلية أو الصفات الخَلْقية
ويُقصد بها الهيئة أو الشكل الذي تبدو عليه الملائكة عند النظر إليها بالعين،
- ومما هو مثبت في العقيدة الإسلامية أن المادة التي خلق منها الملائكة هي النور،
- لما رواه مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها،
- النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خلقت الملائكة من نور)، ولم يتم ذكر وقت خلقهم،
- إلا أنهم خُلقوا قبل خلق البشر، والدليل قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}،
- والمقصود بالخليفة هو آدم وذريته، والملائكة مخلوقات غير مرئية، ولم يُروى عن أحد من البشر
- أنه رآهم على هيئتهم الحقيقة إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فقد رأى الملائكة على أشكالهم الحقيقية مرتين،
- الأولى كانت في غار حراء، عندما كان يتعبد فيه وأتاه جبريل عليه السلام بهيئته الحقيقية
- في أول مرة، وكانت المرة الثانية أثناء رحلته صلى الله عليه وسلم الإسراء والمعراج،
- عندما صعد إلى السماء. ولكن البشر يمكنهم رؤية الملائكة ولكن في صورة بشر،
- كما حصل ذلك مع بعض الصحابة.
عالم الملائكة في الروحانيات
أعداد الملائكة
لا تحتوي العقيدة الإسلامية على أي دليل يثبت وجود عدد وإحصاء محدد لأعداد الملائكة،
بل حصر الله عز و جل معرفة أعداد هذه المخلوقات على نفسه، قال تعالى: {وما يعلم جنود ربك إلا هو}.
ولكن هناك نصوص في السنة النبوية تدل على كثرة عددهم، منها ما رواه الطبراني من حديث
حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه،
إذ قال لهم: (أتسمعون ما أسمع؟)، قالوا: ما نسمع من شيء، قال: (إني لأسمع أطيط السماء،
وما تُلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم)،
ومعنى أطيط: هو صوت يخرج من الإبل عندما تمشي وعليها أحمال ثقيلة،
والمقصود أنه من كثرة عدد الملائكة التي تسجد يسمع صوت السماء من آثار سجودهم.
وجاء في صحيح البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أُسري به إلى السماء،
رأى إبراهيم في السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور،
قال: (فإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم)، وهو ما يدل على كثرة عددهم.
أعمال الملائكة
للملائكة أعمال كثيرة إلى جانب عبادتها لله تعالى، تتعلق تلك الأعمال بالبشر وهي:
- أعمال عامة مع الناس
من هذه الأعمال ما يبدأ مع تكوين الإنسان في بطن أمه،
كما ورد في الحديث أن الجنين في بطن أمه إذا نفخ فيه الروح يُكتب رزقه وأجله وشقي أو سعيد،
والذي يقوم بعملية الكتابة هذه هم الملائكة بأمر من الله تعالى، وتتم عملية الكتابة هذه مع كل بني البشر.
ومن أعمال الملائكة العامة أيضا إحصاء الأعمال حسنات كانت أو سيئات على الإنسان.
- أعمال خاصة بالمؤمنين
وهذه الأعمال تتعلق بتوفيق العبد للعبادة،
فإذا أحس العبد بالتوفيق والرغبة في الازدياد من الطاعة فهو من فعل الملائكة بأمر من الله،
وعمل الملائكة هذا هو على النقيض من أعمال الشياطين،
التي توسوس العبد وتحثه على العصيان وترك طريق الطاعة. ( السحر الأسود – السحر اليهودي ).
ومن أعمال الملائكة أيضا تنفيذ أمر الله تعالى بحب العبد الذي يحبه، والاستغفار له والدعاء له.
ومن هذه الملائكة من هو مخصص بأعمال خاصة للأنبياء مثل جبريل عليه السلام،
والذي كان موكلا بإنزال الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.
- أعمال خاصة بالكفار والفساق
وتتمثل في أعمال العذاب واللعنة للكفار بأمر من الله عز و جل،
مثل عذاب قوم لوط تم عن طريق جبريل عليه السلام، وكذلك المرأة التي تهجر فراش زوجها،
تكون هناك ملائكة خاصة بلعنها. ( جلب الحبيب – جلب الزوج )